This post is also available in: English
انسداد الأنف عند الكبار
بقلم د إبراهيم عيسى . استشاري جراحة الأنف و الأذن و الحنجرة و جراحة الأوتار الصوتية
دققت بواسطة د محمد مراد . أخصائي الأنف و الأذن و الحنجرة
من باب التشبيه لا أكثر, اقول دائما للمريض ان انفك مثل سيارتك القديمة التي اعتدت عليها منذ زمن طويل و تظن انها السيارة المثالية, ثم في يوم من الأيام تذهب للسفر فتستأجر سيارة حديثة بمحرك قوي, حينها فقط تدرك ان سيارتك لم تكن طبيعية! لأنك لم تجرب أنفا اخر من قبل قد تظن ان انفك طبيعيا و ان هذا الوضع طبيعي و قد تقلل من اهمية انسداد الأنف المزمن الذي تشكو منه!
يدهشني في كثير من الأحوال تجاهل المرضى لانسداد واضح في انفهم بينما يأتون لزيارتي يشكون من مشاكل مختلفة لا تتجاوز في معظم الأحيان كونها نتيجة تراكمية لانسداد قديم بالأنف مثل الصداع, وضعف السمع, و ألم الأذن, ضعف حاسة الشم, و الشخير, غيرها, و عند سؤالي للمريض عن انسداد الأنف يكون الجواب: “لا, انفي فاتح و نفسي عادي!!”.
أسباب انسداد الأنف عند الكبار:
1) التهاب الأنف أو الجيوب الأنفية بشكل عام الذي يؤدي الي تورم الأغشية المخاطية في تجويف الأنف مما يسبب انسداد او ضيق في تجويف الأنف, قد يكون هذا الإلتهاب فيروسيا او بكتيريا.
2) حساسية الأنف و الجيوب الأنفية و التي تسبب تورما شبيها بما يحدث نتيجة الاتهاب الجيوب إلا ان السبب هو تحسس الجسم لشيئ معين قد يكون غبارا او دخانا او طلع الأزهار او رائحة او طعاما معينا مثلا.
3) تضخم القرينات الأنفية: القرينات الأنفية هي جزء طبيعي من الجدار الجانبي للأنف, تضخم هذه القرينات الذي قد ينتج من التهاب أو حساسية أغيرها من الأسباب يؤدي تضيق تجويف الأنف و انسداده, قد يكون ذلك مؤقتا أو مزمنا.(أنظر الفرق بين اللحميات و الناميات و القرينات).
4) إنحراف الوتيرة الأنفية: الوتيرة الأنفية هي الحاجز الذي يقسم التجويف الأنفي الى قسمين أيمن و أيسر و يتكون من جزء غضروفي و جزء عظمي مغطى بغشاء مخاطي رقيق. أنحراف الوتيرة الأنفية أمر شائع جدا و قد لا يسبب أي مشكلة, إلا أنه في بعض الحالات يكون الميلان سببا أساسيا أو أحد العوامل المسببة لتضيق الأنف.
5) اللحميات الأنفية: أو السلالات الأنفية هي عبارة عن أورام حميدة تنتج من تورم البطانة الجيوبية و نموها الزائد بحيث يصل النمو الى خارج الجيب الأنفي و يدخل الى التجويف الأنفي, في هذه الحالة يبدأ المريض بالشعور بتضيق التجويف الأنفي و انسداده تدريجيا.
6) هناك الكثير من الأسباب الأخرى المسببة لانسداد الأنف كالأورام و الأجسام الغريبة و غيرها.
يبدأ تقييم المريض الذي يشكو من انسداد الأنف بأخذ السيرة المرضية الدقيقة و من ثم فحص الأنف و الفم و الحلق و الأذن, بعد ذلك يعتبر تنظير الأنف جزءا أساسيا من الفحص للوقوف على كل العوامل المسببة للتضيق الأنفي, إذا تعذر اتمام التنظير بسبب وجود تضيق أمامي أو لأي سبب اخر فإن التصوير الطبقي للأنف يصبح ضروريا للتأكد من عدم وجود أسباب أخرى للتضيق في الجزء الخلفي و العلوي من الأنف, لأن اتخاذ القرار بناء على تشخيص غير مكتمل يؤدي الى اهمال عوامل قد تكون أكثر أهمية, فمثلا في كثير من الأحوال يتم تشخيص المريض بوجود إنحراف وتيرة و القيام بعملية تعديل الوتيرة الأنفية جراحيا دون تحسن المريض, و عند العودة للصورة الطبقية بشكل متأخر نلاحظ وجود لحميات أنفية كان من الممكن استئصالها خلال نفس الإجراء الجراحي و حل مشكلة المريض نهائيا في حالة تم التشخيص الكامل مبكرا, إلا أن إهمال ذلك يتطلب إجراء عملية جراحية ثانية.
بعد الإنتهاء من تقييم المريض يجب معاملة الحالة المرضية بشكل متكامل عن طريق تحديد درجة تأثر جميع العوامل المسببة للإنسداد و بالتالي إتخاذ القرار بطريقة العلاج و التي من المفضل ان تبدأ دائما بالطرق الأسهل و الأقل خطورة كالأدوية قبل الوصول الى القرار الجراحي, مع أن الكثير من المشاكل لا يمكن حلها دوائيا كانحراف الوتيرة مثلا إلا أن استخدام الأدوية لفترة وجيزة قد يخفف الإحتقان الأنفي بالأغشية المحيطة و يقلل تأثير الإنحراف على الحالة العامة للانف و بالتالي تجنب العملية الجراحية و حتى في حالة عدم نجاح هذه الخطوة فإن ذلك لا يعتبر مشكلة إذ أنه فقط يؤجل العملية لفترة وجيزة ولا يزيد حالة المريض سوءا إن لم ينفعه.
بقلم د إبراهيم عيسى . استشاري جراحة الأنف و الأذن و الحنجرة و جراحة الأوتار الصوتية
دققت بواسطة د محمد مراد . أخصائي الأنف و الأذن و الحنجرة