This post is also available in: English
ضعف السمع
بقلم د إبراهيم عيسى . استشاري جراحة الأنف و الأذن و الحنجرة و جراحة الأوتار الصوتية
دققت بواسطة د محمد مراد . أخصائي الأنف و الأذن و الحنجرة
حاسة السمع من أهم الحواس التي رزقنا الله تعالى بها , نعمة لا يعلم قيمتها إلا من فقدها. أي تغيير أو ضعف في حاسة السمع يسبب عادة إضطرابات نفسية و تعليمية و إجتماعية كبيرة عند المرضى.
لكي تحصل على سمع جيد : يحتاج الصوت أن يصل الى الأذن, يمر في قناة السمع الخارجية ليصل إلى طبلة الأذن التي تقوم بدورها في تكبير الصوت و نقله الى العظيمات الأذنية الموجودة في الأذن الوسطى , و التي تقوم أيضا بتكبير و نقل الصوت الى القوقعة السمعية في الأذن الداخلية, حيث تتولى القوقعة السمعية مهمة تحويل الإشارات و الذبذبات الصوتية إلى إشارات كهربائية تنتقل للدماغ عن طريق العصب السمعي.
حدوث أي اعتلال في هذه المنظومة الدقيقة يؤدي إلى إختلال أو ضعف بالسمع. قد تكون المشكلة في الأذن الخارجية (قناة السمع) كانسدادها نتيجة تجمع شمع الأذن أو وجود جسم غريب أو حتى وجود إلتهاب أو ورم في قناة الأذن مما يؤدي إلى ضعف توصيل الصوت (ضعف سمع توصيلي). و في هذه الحالة فإن إزالة هذه العوائق تكفي لإعادة سمع المريض لوضعة الطبيعي بشكل سهل و مباشر.
ثقوب طبلة الأذن التي قد تنتج عن إصابة أو إلتهاب تؤدي أيضا الى ضعف السمع. تكلس العظيمات الأذنية في الأذن الوسطى أيضا يسبب ضعفا بالسمع نتيجة ما يسببه ذلك من محدودية في الحركة و القدرة على نقل و تكبير الصوت, يعتبر أيضا هذا الضعف توصيليا و يمكن إصلاحه عن طريق عملية جراحية.
تتصل الأذن الوسطى بالأنف عن طريق قناة أوستاكيوس المسؤولة عن تهوية الأذن الوسطى و تعديل الضغط الهوائي بها بما يتناسب مع تغيرات الضغط الجوي حول الأذن, حدوث انسداد مؤقت أو مزمن في قناة أوستاكيوس يؤدي إلى اختلاف في ضغط الأذن يتبعه تجمع للسوائل في الأذن مما يسبب محدودية في قدرة الطبلة و العظيمات على الحركة و بالتالي ضعف السمع التوصيلي, ذلك الشعور المشابه لانسداد الأذن عند الهبوط بالطائرة, و عادة ما يكون السبب في هذا الإنسداد مشاكل الأنف كالزكام أو التهاب الجيوب أو اللحميات و الناميات الأنفية.
إلتهابات الأذن الوسطى الحادة أو المزمنة يترافق عادة مع تجمع السوائل أو الصديد بالأذن الوسطى أو تكون اللحميات بها مما يضعف السمع. أخيرا فإن تكون بعض أنواع الأورام في الأذن الوسطى سواء كانت حميدة أو خبيثة يحد من قدرة الأذن على توصيل السمع أيضا.
بشكل عام, معظم المشاكل التي تم ذكرها سابقا تسبب ضعف السمع التوصيلي الذي من الممكن علاجة بشكل كامل عن طريق علاج سببه و إعادة السمع للمريض, إلا أنه في حالة حدوث مشكلة في القوقعة السمعية أو العصب السمعي (الأذن الداخلية) فإن ضعف السمع حينها يعتبر حسيا عصبيا و قد يكون مؤقتا أو دائما و قد يتعذر التعافي من هذه المشاكل في كثير من الأحيان مما يحتم على المريض استخدام المعينات السمعية باختلاف انواعها أو زراعة القوقعة السمعية التي قد تكون الحل الأمثل في بعض الحالات لتجاوز المنطقة المصابة بضعف السمع باستخدام قوقعة صناعية تزرع جراحيا. قد يكون الضعف الحسي العصبي خلقيا منذ الولادة أو ناتجا عن إلتهابات أو أمراض , قد ينتج من إستخدام بعض الأدوية أو بعض العمليات الجراحية بالأذن, قد ينتج من الإستماع لأصوات مرتفعة أو التعرض لضربات الأذن و الرأس, و قد يكون ناتجا عن التقدم بالعمر.
ينبغي التنويه هنا على أهمية الوقاية من مسببات الضعف السمعي المذكورة سابقا و خاصة المسببة للضعف الحسي العصبي لأن العلاج في هذه الحالات قد لا يكون ناجحا, فالوقاية من الأصوات المرتفعة و علاج الإلتهابات مبكرا و عدم استخدام الأدوية بدون النصيحة الطبية يعتبرا أساسيا في الوقاية من ضعف السمع, كما أن الفحص المبكر للأطفال للتأكد من قدراتهم السمعية يجعل الخيارات المتاحة و نتائج العلاج و زراعة القوقعة أكثر نجاحا لمحتاجيها.
بقلم د إبراهيم عيسى . استشاري جراحة الأنف و الأذن و الحنجرة و جراحة الأوتار الصوتية
دققت بواسطة د محمد مراد . أخصائي الأنف و الأذن و الحنجرة