This post is also available in: English
نزيف الأنف
بقلم د إبراهيم عيسى . استشاري جراحة الأنف و الأذن و الحنجرة و جراحة الأوتار الصوتية
دققت بواسطة د محمد مراد . أخصائي الأنف و الأذن و الحنجرة
يعتبر نزيف الأنف من الحالات الشائعة التي تصل غرف الطوارئ بشكل يومي. قد تكون حالة نزيف الأنف لدى طفلك أو صديقك أو زميلك بالعمل حالة مخيفة لك كما هو الحال عند معظم الناس فمشاهدة كمية كبيرة من الدم يسيل من الأنف بشكل مفاجئ عادة ما تكون مروعة حتى للطاقم الطبي مع أن معظم الحالات تكون ناتجة عن مشاكل بسيطة و سهلة العلاج, لذلك قمت بكتابة هذه المقالة للتوعية بأسباب و طرق التعامل مع نزيف الأنف و للتنويه لبعض الممارسات الخاطئة الشائعة.
نزيف الأنف يتراوح ما بين النزيف الخفيف و المتقطع الى النزيف الشديد, كلتا الحالتين قد ينتجان عن أمراض و مشاكل متشابهة لذلك فإنه من الضروري فحص المريض للوقوف على أسباب النزيف بغض النظر عن شدته أو تكرار حدوثه.
أكثر أسباب نزيف الأنف شيوعا هو جفاف الأنف الذي يؤدي الى تقشر الشعيرات الدموية السطحية بالأنف , قد ينتج نزيف الأنف أيضا عن إصابات الأنف و الرأس المختلفة. أورام الأنف و الجيوب الأنفية و إلتهابات الجيوب المزمنة قد تسبب نزيف الأنف أيضا, كما أن النزيف قد يكون ناتجا عن إجراء جراحي بالأنف و الجيوب الأنفية.
يبدأعلاج النزيف الأنفي دائما بالضغط على الأنف: و يكون ذلك بالضغط المستمر من 3-5 دقائق على المنطقة الأمامية الغضروفية من الأنف بواسطة اليد عن طريق مسك الأنف بين الإصبع الإبهام و السبابة, مع وضع الرأس للأمام قليلا. من الأخطاء الشائعة في هذا السياق قيام الكثيرين بالضغط على المنطقة العظمية العليا للأنف حيث لا يعتبر ذلك مجديا, وضعية الرأس للخلف أيضا ليست مفيدة و قد تتسبب بدخول الدم للمجرى التنفسي, كما أن وضع الرأس للأسفل بشكل مبالغ فيه قد يزيد من حدة النزيف بزيادة ضغط الدم بالرأس لذلك فإن الوضعية المثلى هي الوضعية التي يتخذها معظم الناس لنثر الأنف و تنظيفه بوضع الرأس بشكل معتدل مستقيم و للأمام قليلا.(أنظر الصورة للطريقة الصحيحة). يمكن الضعط على الأنف من قبل المريض نفسه أو أحد مرافقيه كما يمكن وضع بعض الثلج على جبين المريض للتقليل من حدة النزيف.
أثناء القيام بذلك يجب الذهاب للطبيب للقيام بالفحص اللازم لمعرفة سبب النزيف, و في حالة عدم توقف النزيف يمكن للطبيب القيام بإجراءات أخرى لإيقاف النزيف كحشوات الأنف أو الكي أو حتى إجراء عملية جراحية للتمكن من السيطرة على الشريان النازف, إلا أنه من الضروري ملاحظة أن هذه الإجراءات تتم فقط من قبل الطبيب المختص ولا ينصح بمحاولة وضع الحشوات العشوائية من قبل مرافقي المريض لما قد يكون له من أثر سيئ على الجرح الداخلي بالأنف مما قد يفاقم المشكلة لقلة معرفة غير المختص بالتضاريس الداخلية للأنف و عدم توفر الإضاءة و الأدوات المناسبة لديه.
تكرار النزيف الأنفي الناتج عن الجفاف يتم علاجه عادة بترطيب الأنف باستخدام المرطبات الجلدية الخاصة بالأنف و في حالة لم تجد نفعا يمكن كي الأوعية الدموية المتوسعة بالكي البارد بالعيادة.
من المهم التنويه بالختام الى أن نزيف الأنف قد يكون جزءا من أو نتيجة من أمراض أو إختلالات في عوامل التجلط بالدم و قد يكون نتيجة أمراض عضوية مختلفة أو نتيجة استخدام بعض الأدوية, لذا فإن إعطاء السيرة المرضية الدقيقة للطبيب عن الأمراض و الأدوية المستخدمة لها أهمية بالغة في علاج المريض.
بقلم د إبراهيم عيسى . استشاري جراحة الأنف و الأذن و الحنجرة و جراحة الأوتار الصوتية
دققت بواسطة د محمد مراد . أخصائي الأنف و الأذن و الحنجرة