شغفي بالطب بدأ مبكرا, رغم ان أحدا من اقاربي أو عائلتي لم يعمل بهذا المجال من قبل, إلا اني وجدت في داخلي رغبة طموحة بأن أكون أول طبيب في عائلتي منذ الصغر. عندما أعود بالذاكرة لأيام الطفولة و بداية المراهقة أجد أن نزعة جراحية كانت تطبخ على مهل في عقلي الباطن, فأذكر اني كنت استخدم المشرط الذي كان بحوزني لإزالة الزوائد اللحمية الناتجة عن مسامير اللحم التي اصابتني حينها محاولا تقليد ما كان يفعله الطبيب في كل زيارة اذهب فيها اليه, أذكر اني كنت اشعر بالرغبة بأن اكون يوما مثله.
قبولي في اختصاص الطب في جامعة العلوم و التكنولوجيا الأردنية كان لحظة فاصلة في مستقبلي, غادرت عمان, المكان الذي ولدت و ترعرعت فيه , و غادرت بيت العائلة لأبدأ مرحلة جديدة في مدينة إربد شمال الاردن لتعلم الطب و الجراحة في رحلة استمرت ست سنوات, مررت خلالها بمحطات عديدة بين الجامعة و مستشفى الملك عبدالله الجامعي و مستشفى الأميرة بسمة التعليمي و مستشفى الأميرة رحمة التعليمي و مستشفى الأميرة بديعة التعليمي و مستشفى الأمير رعد العسكري. تخرجت بعدها بدرجة جيد جدا في بكلوريوس الطب و الجراحة. بعد ذلك عدت فترة سنة واحدة الى عمان لإكمال تدريب الإمتياز في مستشفى الجامعة الأردنية قبل أن اعود مرة أخرى لجامعة العلوم و التكنولوجيا الأردنية و مستشفى الملك عبد الله الجامعي للبدء بتعلم إختصاص جراحة الأنف و الأذن و الحنجرة و التحضير لدرجة الماجستير في الإختصاص. خمس سنين تنقلت فيها بين عيادات الإختصاص و غرف العمليات و أقسام الطوارئ و غرف المرضى, تدربت على ايدي أساتذتي الذين لم يؤلوا جهدا في ارشادي الى تفاصيل الاختصاص و دقائقه, تعلمت تحت إشرافهم معظم عمليات الأنف و الأذن و الحنجرة, كما عملت كمدرس غير متفرغ في كلية العلوم التطبيقية بالجامعة لتدريس طلبة اختصاص السمع و النطق بالجامعة على مدار سنتين الى جانب قيامي بمهام التدريس و التدريب لطلبة الطب في الجامعة اثناء مرورهم بمساقات الأنف و الأذن و الحنجرة. تم تعييني في اخر سنتين من الإختصاص رئيسا للمقيمين فأوكلت الي مهام الاشراف على المسار التعليمي و التدرج التدريبي للمقيمين بالاختصاص الى جانب مهام ادارية في القسم و المستشفى اثناء المناوبات الليلية. تكلل ذلك كله بحصولي على شهادة التدريب بنجاح و حصولي على درجة جيد جدا في الإختصاص العالي بالأنف و الأذن و الحنجرة من جامعة العلوم و التكنولوجيا الأردنية. كان ذلك مؤهلا لي للتقدم لاختبار البورد الأردني في جراحة الأنف و الأذن و الحنجرة حيث استطعت بحمد الله اجتيازه بنجاح و تفوق لأبدأ فصلا جديدا في حياتي العملية كاختصاصي بجراحة الأنف و الأذن و الحنجرة.
عملت بعد ذلك لفترات متقطعة في القطاع الطبي الخاص في عمان لمدة سنة تقريبا, تخللها ذهابي في رحلات عملية لإجراء عمليات جراحية للجيوب الانفية و زراعة القوقعة السمعية و عمليات الأذن الأخرى في ليبيا تحت اشراف اساتذتي و بالاشتراك مع زملاء اخرين. بعد ذلك اتخذت قرارا بالسفر الى السعودية حيث بدأت عملي في مدينة الرياض في عيادة خاصة في مركز طبي متخصص. أمضيت سنة في هذه الوظيفة قمت خلالها باجراء العديد من العمليات الجراحية في المستشفيات المجاورة و اكتسبت خبرات عديدة و اجتزت العديد من الاختبارات العلمية و العملية في السعودية و في الولايات المتحدة الأمريكية, تمكنت خلالها من الحصول على العضوية الدولية في الأكاديمية الأمريكية لجراحة الأنف و الجيوب الأنفية و تنظيرها.
حصلت بعد ذلك على القبول لاستكمال دراسة الزمالة الأمريكية في جراحة الحنجرة و الأوتار الصوتية و أمراض الصوت في مركز متخصص بجراحة أمراض الصوت في مدينة بورتلاند-أوريغون الأمريكية. انتقلت على اثرها للعمل في امريكا و التدرب على اجراء العمليات الجراحية الدقيقة للاوتار الصوتية و الحنجرة في مركز جيمس توماس التخصصي لامراض الصوت و في مستشفى ليجاسي ايمانويل و مستشفى بروفيدانس هيلث, حيث تم انتدابي خلال تلك السنة ايضا الى مستشفى جامعة واشنطن ستيت في مدينة سياتل. حيث تحصلت في نهاية السنة على شهادة الزمالة الأمريكية في جراحة الحنجرة و الأوتار الصوتية و أمراض الصوت و عدت للعمل بالسعودية مرة أخرى.
بعد ذلك عدت للعمل في عيادي الخاصة في مركز العلم الطبي في مدينة الرياض و أقوم باجراء العمليات الجراحية النوعية في مجال اختصاص الأوتار الصوتية النادر بالاضافة الي عمليات الأنف و الأذن و الحنجرة العامة.
في سنه 2018 انتقلت للعمل في مستشفى الدكتور سليمان فقيه و مركز الدكتور سليمان فقيه الطبيفي جدة كاستشاري انف و اذن و حنجرة و لأوتار الصوتية و منذ ذلك الحين و انا اقوم بعلاج المرضى و اجراء العمليات الجراحية في هذا المجال , راجيا وجه الله و مراعيا اخلاق المهنة الطبية و واضعا صحة المريض و مصلحته هدفا لا تهاون فيه قدر استطاعتي و وفقا لما تعلمته و اكتسبته من خبرات علمية و عملية.